النصيحه لا الفضيحه
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
النصيحة لا الفضيحة
النصيحه مقصود أعظم في الدعوة ،إن لم تكن هي الدعوة كلها ،
ولكن المراد هنا الإشارة الى أداب النصيحه ،كمظهر من مظاهر الحكمة في الدعوة ،وبخاصة إذا ما حاولنا البعد
بالنصيحة عن أن تكون تشهيراً وفضية .
والنصيحة إحسان إلى من تنصحه بصورة الرحمة والشفقة عليه والغيرة له ، وعليه فهو إحسان محض يصدر
عن رحمة ورقة ، مراد الناصح بها وجه الله ورضاه و الإحسان إلى خلقه.
فهي دعوة إصلاح يجب أن يتمخض فيها الإخلاص لله ، مع المحافظة على مشاعر المنصوح لكي لا ينقلب النصح
مخاصمة وجدالآ وشراً ونزاعاً .
ويؤكد جانب الدقة في هذا الآمر أن ذكر الإنسان بما يكره هو على أصل التحريم. وقد قيل لبعض السلف :
(أتحب أن يخبرك أحد بعيوبك فقال : إن كان يريد أن يوبخني فلا )
ولا يكاد يفرق بين النصيحة والتعبير إلآ النية والباعث والحرص على الستر ، وقد نهى النبي صلى الله عليه
وسلم السيد أن يثرب أمته ،اي يلومها على ذنبها ،فقال عليه الصلاة والسلام :
((إذا زنت الآمة فتبين زناها فليجلدها ولايثرب....))
يقول الفضيل : (المؤمن يستر وينصح ، والفاجر يهتك ويعيِر )
وكانوا يقولون : ( من أمر أخاه على رؤوس الملآ فقد عيٍر )
ذلك أن الناصح الصادق ليس له غرض في إشاعة عيوب من ينصح له ، وإنما غرضه إزالة المفسدة ،
وإخراج أخيه من غوائلها .
وشتَان بين من قصده النصيحة ، ومن قصده الفضيحة ،ولاتلتبس إحداهما بالآخرى.
وكما قالت أم الدرداء :
( من وعظ أخاه سراً فقد زانه ، ومن وعظه علانية فقد شانه ).
سائلآ العلي القدير أن نكون من الناصحين لا من الفاضحين.